سيرته :
ولد فى القاهرة عام 1868 م فى أسرة موسرة متصلة بقصر الخديوي أخذته جدته لأمه من المهد ، وكفلته لوالديه
حين بلغ الرابعة من عمره ، أدخل كتاب الشيخ صالح
– بحى السيدة زينب – ثم مدرسة المبتديان الابتدائية ، فالمدرسة التجهيزية ( الثانوية ) حيث حصل على المجانية كمكافأة على تفوقه
حين أتم دراسته الثانوية دخل مدرسة الحقوق ، وبعد أن درس بها عامين حصل بعدها على الشهادة النهائية فى الترجمة
ما أن نال شوقي شهادته حتى عينه الخديوي فى خاصته ، ثم أوفده بعد عام لدراسة الحقوق فى فرنسا ، حيث أقام فيها ثلاثة أعوام ، حصل بعدها على الشهادة النهائية فى 18 يوليه 1893 م
أمره الخديوي أن يبقى فى باريس ستة أشهر أخرى للإطلاع على ثقافتها وفنونها
عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 م فضمه توفيق إلى حاشيته
سافر إلى جنيف ممثلاً لمصر فى مؤتمر المستشرقين
لما مات توفيق وولى عباس ، كان شوقي شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته
أصدر الجزء الأول من الشوقيات – الذي يحمل تاريخ
سنة 1898 م – وتاريخ صدوره الحقيقي سنة1890 م
نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914 م بعد أن اندلعت
نيران الحرب العالمية الأولى ، وفرض الإنجليز حمايتهم
على مصر
1920 م
عاد من المنفى فى أوائل سنة 1920 م
بويع أميراً للشعراء سنة 1927 م
أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها :
مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، قمبيز ، وعلى بك الكبير
فى عام 1932 رحل شوقي عن دنيانا ، وقد كان شوقي يخشى الموت، ويفزع منه شديد الفزع ، كان يخاف ركوب الطائرة، ويرفض أن يضع ربطة العنق لأنها تذكره بالمشنقة ، وكان ينتظر طويلا قبل أن يقرر عبور الشارع ، لأنه كان يشعر أن سيارة ستصدمه فى يوم من الأيام ، وتحققت نبوءته ، وصدمته سيارة فى لبنان ، وهو جالس فى سيارته ، ونجا من الموت بأعجوبة . كما كان يخاف المرض ، ولا يرى صيفا أو شتاءا إلا مرتديا ملابسه الكاملة وكان يرتدى الملابس الصوفية فى الشتاء والصيف على السواء .
وعندما مات الإمام الشيخ محمد عبده سنة 1905 م ، وقف على القبر سبعة من الشعراء يلقون قصائدهم ، أرسل شوقي ثلاثة أبيات لتلقى على قبر الإمام ، يقول فيها:
مفسـر أي اللـه بالأمس بيننـا
قـم الـيوم فسر للـورى آية الموت
رحمت ، مصير العالمين كما ترى
وكل هـناء أو عزاء إلى فـوت
هـو الدهـر مـيلاد فشغل فماتـم
فذكر كما اتقى الصدى ذاهب الصوت
وكان أول الشعراء الذين القوا قصائدهم حفني ناصف ،
واخرهم حافظ إبراهيم ، ثم أنشدت أبيات شوقي بعد ذلك .
وحدث أن تنبأ أحد الأدباء : بان هؤلاء الشعراء سيموتون بحسب ترتيب إلقائهم لقصائدهم ، وبالفعل كان حفني ناصف أول من فقد من هؤلاء الشعراء ثم تتابع رحيلهم بحسب ترتيب إلقاء قصائدهم على قبر الأمام ، وكان حافظ آخر من مات ، أيقن شوقي أن اجله قد قرب فاغتنم وحزن.. وسافر إلى الإسكندرية ، كأنما يهرب من المصير المحتوم … ولكن هيهات .. فقد مات شوقي فى نفس العام الذي مات فيه حافظ ، وكان قد نظم قبل وفاته وصيه جاء فيها :
ولا تلقـوا الصخـور على قـبرى
ألـم يكف همـا فى الحـياة حملته
فاحمله بعد الموت صخرا على صخر
توفى شوقي فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية
تراثاً شعرياً خالداً
( الثعلب والديك )
بَرزَ الثعلبُ يوماً
في شِعار الواعظينا
فمشى في الأرضِ يَهدي
ويَسُبُّ الماكرينا
ويقولُ: الحمدُ للّـ
ـهِ إلهِ العالَمينا
يا عبادَ اللهِ تُوبُوا
فَهْوَ كَهفُ التائبينا
وآزهدُوا في الطَّيرِ إنّ الـ
ـعَيشَ عيشُ الزاهدينا
وآطلُبوا الدِّيكَ يؤذِّنْ
لصلاةِ الصبحِ فينا
فأتى اليدكَ رسولٌ
مِن إمامِ الناسكينا
عرضَ الأمرَ عليهِ
وهْو يَرجو أنْ يَلينا
فأجابَ الديكُ: عُذراً
يا أضَلَّ المُهتدينا!
بَلِّغِ الثعلبَ عنيّ
عن جُدودِ الصالحينا
عن ذوي التِّيجانِ مِمّنْ
دَخَلَ البطنَ اللَّعينا
أَنّهم قالوا وخَيرُ الـ
ـقَولِ قَولُ العارفينا
مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً
أنّ لِلثَّعلبِ دِينا ( قم للمعلم)
أحمد شوقي
قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّهِ iiالتَبجيلا
كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً iiوَعُقولا
سُـبـحـانَـكَ الـلَهُمَّ خَيرَ iiمُعَلِّمٍ
عَـلَّـمـتَ بِـالقَلَمِ القُرونَ iiالأولى
أَخـرَجـتَ هَذا العَقلَ مِن iiظُلُماتِهِ
وَهَـدَيـتَـهُ الـنـورَ المُبينَ iiسَبيلا
وَطَـبَـعـتَـهُ بِـيَـدِ المُعَلِّمِ iiتارَةً
صَـدِئَ الـحَـديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَـلـتَ بِالتَوراةِ موسى iiمُرشِداً
وَاِبـنَ الـبَـتـولِ فَـعَلَّمَ iiالإِنجيلا
وَفَـجَـرتَ يَـنبوعَ البَيانِ iiمُحَمَّداً
فَـسَـقـى الحَديثَ وَناوَلَ iiالتَنزيلا
عَـلَّـمـتَ يـونـاناً وَمِصرَ فَزالَتا
عَـن كُـلِّ شَـمسٍ ما تُريدُ iiأُفولا
وَالـيَـومَ أَصـبَـحَتا بِحالِ iiطُفولَةٍ
فـي الـعِـلـمِ تَـلتَمِسانِهِ iiتَطفيلا
مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت
مـا بـالُ مَـغـرِبِـها عَلَيهِ iiأُديلا
يـا أَرضُ مُـذ فَـقَـدَ المُعَلِّمُ iiنَفسَهُ
بَـيـنَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ iiحيلا
ذَهَـبَ الَّـذينَ حَمَوا حَقيقَةَ iiعِلمِهِم
وَاِسـتَـعـذَبوا فيها العَذابَ iiوَبيلا
فـي عـالَـمٍ صَـحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً
بِـالـفَـردِ مَـخـزوماً بِهِ مَغلولا
صَـرَعَـتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما iiهَوَت
مِـن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ iiذُهولا
سُـقـراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ
شَـفَـتَـي مُـحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا
عَـرَضـوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ
فَـأَبـى وَآثَـرَ أَن يَـمـوتَ iiنَبيلا
إِنَّ الـشَـجـاعَةَ في القُلوبِ iiكَثيرَةٌ
وَوَجَـدتُ شُـجعانَ العُقولِ iiقَليلا
إِنَّ الَّـذي خَـلَـقَ الحَقيقَةَ iiعَلقَماً
لَـم يُـخـلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ iiجيلا
وَلَـرُبَّـمـا قَـتَـلَ الغَرامُ iiرِجالَها
قُـتِـلَ الـغَـرامُ كَمِ اِستَباحَ iiقَتيلا
أَوَكُـلُّ مَـن حامى عَنِ الحَقِّ iiاِقتَنى
عِـنـدَ الـسَـوادِ ضَغائِناً iiوَذُحولا
لَـو كُـنتُ أَعتَقِدُ الصَليبَ وَخَطبُهُ
لَأَقَـمـتُ مِن صَلبِ المَسيحِ iiدَليلا
أَمُـعَـلِّـمي الوادي وَساسَةَ iiنَشئِهِ
وَالـطـابِـعـيـنَ شَـبابَهُ المَأمولا
وَالـحـامِـلـينَ إِذا دُعوا لِيُعَلِّموا
عِـبءَ الأَمـانَـةِ فادِحاً iiمَسؤولا
كـانَـت لَـنـا قَـدَمٌ إِلَيهِ iiخَفيفَةٌ
وَرِمَـت بِـدَنـلـوبٍ فَكانَ الفيلا
حَـتّـى رَأَيـنا مِصرَ تَخطو iiإِصبَعاً
فـي الـعِلمِ إِن مَشَتِ المَمالِكُ iiميلا
تِـلـكَ الـكُـفورُ وَحَشوُها iiأُمِّيَّةٌ
مِـن عَـهـدِ خوفو لا تَرَ iiالقِنديلا
تَـجِـدُ الَّـذينَ بَنى المِسَلَّةَ جَدُّهُم
لا يُـحـسِـنـونَ لِإِبـرَةٍ iiتَشكيلا
وَيُـدَلَّـلـونَ إِذا أُريـدَ iiقِـيادُهُم
كَـالـبُـهمِ تَأنَسُ إِذ تَرى iiالتَدليلا
يَـتـلـو الرِجالُ عَلَيهُمُ iiشَهَواتِهِم
فَـالـنـاجِـحـونَ أَلَدُّهُم iiتَرتيلا
الـجَـهـلُ لا تَـحيا عَلَيهِ iiجَماعَةٌ
كَـيـفَ الـحَياةُ عَلى يَدَي عِزريلا
وَالـلَـهِ لَـولا أَلـسُـنٌ وَقَرائِحٌ
دارَت عَـلـى فِطَنِ الشَبابِ شَمولا
وَتَـعَـهَّـدَت مِن أَربَعينَ iiنُفوسَهُم
تَـغـزو الـقُـنوطَ وَتَغرِسُ التَأميلا
عَـرَفَـت مَواضِعَ جَدبِهِم iiفَتَتابَعَت
كَـالـعَـيـنِ فَيضاً وَالغَمامِ مَسيلا
تُـسدي الجَميلَ إِلى البِلادِ iiوَتَستَحي
مِـن أَن تُـكـافَـأَ بِالثَناءِ جَميلا
مـا كـانَ دَنـلـوبٌ وَلا iiتَعليمُهُ
عِـنـدَ الـشَـدائِـدِ يُغنِيانِ iiفَتيلا
رَبّـوا عَـلى الإِنصافِ فِتيانَ iiالحِمى
تَـجِـدوهُمُ كَهفَ الحُقوقِ iiكُهولا
فَـهـوَ الَّـذي يَـبني الطِباعَ iiقَويمَةً
وَهـوَ الَّـذي يَـبني النُفوسَ عُدولا
وَيُـقـيـمُ مَنطِقَ كُلِّ أَعوَجِ iiمَنطِقٍ
وَيُـريـهِ رَأيـاً فـي الأُمورِ iiأَصيلا
وَإِذا الـمُـعَلِّمُ لَم يَكُن عَدلاً iiمَشى
روحُ الـعَـدالَةِ في الشَبابِ iiضَئيلا
وَإِذا الـمُـعَـلِّـمُ ساءَ لَحظَ بَصيرَةٍ
جـاءَت عَـلى يَدِهِ البَصائِرُ iiحولا
وَإِذا أَتـى الإِرشادُ مِن سَبَبِ iiالهَوى
وَمِـنَ الـغُـرورِ فَـسَمِّهِ iiالتَضليلا
وَإِذا أُصـيـبَ الـقَومُ في iiأَخلاقِهِم
فَـأَقِـم عَـلَـيـهِم مَأتَماً iiوَعَويلا
إِنّـي لَأَعـذُرُكُـم وَأَحسَبُ عِبئَكُم
مِـن بَـيـنِ أَعـباءِ الرِجالِ iiثَقيلا
وَجَـدَ الـمُـساعِدَ غَيرُكُم وَحُرِمتُمُ
فـي مِـصـرَ عَونَ الأُمَّهاتِ iiجَليلا
وَإِذا الـنِـسـاءُ نَـشَـأنَ في iiأُمِّيَّةً
رَضَـعَ الـرِجـالُ جَهالَةً iiوَخُمولا
لَـيـسَ الـيَتيمُ مَنِ اِنتَهى أَبَواهُ iiمِن
هَـمِّ الـحَـيـاةِ وَخَـلَّـفاهُ ذَليلا
فَـأَصـابَ بِـالدُنيا الحَكيمَةِ iiمِنهُما
وَبِـحُـسـنِ تَـربِيَةِ الزَمانِ iiبَديلا
إِنَّ الـيَـتـيـمَ هُوَ الَّذي تَلقى iiلَهُ
أُمّـاً تَـخَـلَّـت أَو أَبـاً iiمَشغولا
مِـصـرٌ إِذا مـا راجَـعَت iiأَيّامَها
لَـم تَـلـقَ لِـلسَبتِ العَظيمِ iiمَثيلا
الـبَـرلَـمـانُ غَـداً يُمَدُّ iiرُواقُهُ
ظِـلّاً عَـلى الوادي السَعيدِ iiظَليلا
نَـرجـو إِذا الـتَعليمُ حَرَّكَ iiشَجوَهُ
أَلّا يَـكـونَ عَـلـى البِلادِ iiبَخيلا
قُـل لِـلشَبابِ اليَومَ بورِكَ iiغَرسُكُم
دَنَـتِ الـقُـطوفُ وَذُلِّلَت تَذليلا
حَـيّـوا مِـنَ الشُهَداءِ كُلَّ iiمُغَيَّبٍ
وَضَـعـوا عَـلى أَحجارِهِ iiإِكليلا
لِـيَـكونَ حَظُّ الحَيِّ مِن iiشُكرانِكُم
جَـمّـاً وَحَـظُّ الـمَيتِ مِنهُ جَزيلا
لا يَـلـمَسُ الدُستورُ فيكُم iiروحَهُ
حَـتّـى يَـرى جُـندِيَّهُ iiالمَجهولا
نـاشَـدتُـكُـم تِلكَ الدِماءَ iiزَكِيَّةً
لا تَـبـعَـثـوا لِـلبَرلَمانِ iiجَهولا
فَـلـيَـسـأَلَنَّ عَنِ الأَرائِكِ iiسائِلٌ
أَحَـمَـلنَ فَضلاً أَم حَمَلنَ iiفُضولا
إِن أَنـتَ أَطـلَـعتَ المُمَثِّلَ iiناقِصاً
لَـم تَـلـقَ عِـندَ كَمالِهِ التَمثيلا
فَـاِدعـوا لَها أَهلَ الأَمانَةِ iiوَاِجعَلوا
لِأولـى الـبَـصـائِرِ مِنهُمُ التَفضيلا
إِنَّ الـمُـقَـصِّرَ قَد يَحولُ وَلَن تَرى
لِـجَـهـالَـةِ الطَبعِ الغَبِيِّ iiمُحيلا
فَـلَـرُبَّ قَـولٍ في الرِجالِ iiسَمِعتُمُ
ثُـمَّ اِنـقَـضـى فَـكَأَنَّهُ ما iiقيلا
وَلَـكَـم نَـصَرتُم بِالكَرامَةِ iiوَالهَوى
مَـن كـانَ عِـندَكُمُ هُوَ iiالمَخذولا
كَـرَمٌ وَصَـفحٌ في الشَبابِ iiوَطالَما
كَـرُمَ الـشَـبابُ شَمائِلاً iiوَمُيولا
قـوموا اِجمَعوا شَعبَ الأُبُوَّةِ iiوَاِرفَعوا
صَـوتَ الـشَـبابِ مُحَبَّباً iiمَقبولا
مـا أَبـعَـدَ الـغـايـاتِ إِلّا iiأَنَّني
أَجِـدُ الـثَـبـاتَ لَكُم بِهِنَّ iiكَفيلا
فَـكِـلـوا إِلى اللَهِ النَجاحَ وَثابِروا
فَـالـلَـهُ خَـيـرٌ كافِلاً iiوَوَكيلا قصيدة نظرة فابتسامة
خدعوها بقولهم حسناءُ
والغواني يغرهن الثناءُ
أتراها تناسب اسمي لما
كثرت في غرامها الأسماءُ
إن رأـني تميل عني كأن لم
تك بيني وبينها أشياءُ
نظرة فابتسامة فسلامٌ
فكلامٌ فموعدٌ فلاقاءُ
يوم كنا ولا تسل كيف كنا
نتهادى من الهوى ما نشاءُ
وعلينا من العفافِ رقيبٌ
تعبت في مراسه الأهواءُ
جاذبتني ثوبي العصي وقالت
أنتم الناس أيها الشعراءُ
فاتقوا الله في قلوب العذارى
فالعذارى قلوبهن هواء
أرى الصبر أوشك أن ينفذا
وأوشكت في القرب أن أبعدا
وأوشك قلبي أن يستريح
وأوشك طرفي أن يرقدا
وكدت أعايش هذا الأنام
وقد عشت بينهم مفردا
يخيل لي أنني قد أضعت
شبابي وقلبي وعمري سدى
وأن حياتي وأسبابها
خطبت بها عندكم فرقدا
تناءيتم زمنا طائلا
وبنا كما كان رجع الصدى
فإن تلتق اليوم أشباحنا
فذاك لقاء غريب المدى
تقربه اليوم دنيا الخيال
ويبعده كل حاد حدا
يذكرنا كل أمس مضى
وكل غريب به قد شدا
وما نحن إلا الزمان الذي
عدا في الأنام على من عدا
نصوره صورة في الضمير
ونبدي على ضعفنا ما بدا
فيحسبنا الناس أقوى على
يد الدهر مما يكيد العدى
ولكننا إن خلونا إلى
خواطرنا نستجير الردى
وإن لاح في بابكم عاذل
مررنا به ركعا سجدا
نحاذر من أن ترانا العيون
ونخشى على البؤس أن نحسدا
فعد لي حبيبي كما قد عهدت
على الدهر يا سيدي مسعدا
وخل النواح ودنيا الانين
فقد أوشك العمر أن ينفذا
ومد حبيبي إلى من براه
غرامك عطفا وأهد اليدا
أو اهزأ كما شئت بالذكريات
وأذهب في الحب كبش الفدا حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ وعودك من عود المنابر اصلبُ ملكتَ سَبِيلَيْهِمْ:ففي الشرق مَضْرِبٌ لجيشك ممدودٌ ، وفي الغرب مضرب وعزمك من هومير أمضى بديهة وأجلى بياناً في القلوب ، واعذب وإن يذكروا إسكندراً وفتوحه فعهدُك بالفتح المحجَّل أَقرب ثمانون ألفاً أسد غابٍ ، ضراغمٌ لها مِخْلبٌ فيهم، وللموتِ مخلب إِذا حَلمتْ فالشرُّ وسْنانُ حالمٌ وإن غضبتْ فالرُّ شقظان مغضب ومُلكُك أرقى بالدليل حكومة ً وأَنفذُ سهماً في الأُمور، وأَصوَب وتغشى أَبِيّاتِ المعاقل والذُّرا فثيِّبُهُنَّ البِكْرُ، والبكْرُ ثَيِّب ظهرتَ أَميرَ المؤمنين على العدا ظهوراً يسوء الحاسدين ويتعب يقود سراياها ، ويحمي لواءها حوائرَ، ما يدرين ماذا تخرِّب؟ سل العصر ، والأيام : والناس : هل نبا نَبا لرأْيك فيهم، أو لسيفكَ مَضْرِب همُ ملأوا الدنيا جَهاماً، وراءَه جهامٌ من الأعوان أَهذَى وأَكذب يجيء بها حيناً ، ويرجع مرة ً كما تَدفعُ اللّجَّ البحارُ وتَجْذِب ويرمي بها كالبحر من كلِّ جانبٍ فكل خميسٍ لجة ٌ تتضرب فلما استللت السيف أخلب برقهم وما كنت - يا برق المنية - تخلبُ أخذتهم ، لا مالكين لحوضهم من الذَّودِ إلا ما أطالوا وأسهبوا ويُنفذُها من كلِّ شعب، فتلتقي كما يتلاقى العارض المتشعب ولم يتكلف قومك الأسد أهبة ً ولكنَّ خلقاً في السباع التأهب ويجعلُ ميقاتاً لها تَنبري له كما دار يلقى عقرب السَّير عقرب كذا الناس : بالأخلاق يبقى صلاحهم ويذهب عنهم أمرهم حين يذهب فظلت عيونُ الحرب حيرى لما ترى نواظرَ ما تأْتي الليوثُ وتُغرِب تبالغ بالرامي، وتزهو بما رمى وتعجب القواد ، والجندُ أعجب ومن شرف الأوطان ألا يفوتها حسامٌ معِزٌّ، أو يَراعٌ مهذَّب أمِنَّا الليالي أَن نُرَاع بحادثٍ ومُلْهمِها فيما تنال وتكسِب وما الملك إلا الجيش شأْنا ومظهراً ولا الجيشُ إِلا رَبُّهُ حين يُنسب
قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي؟ قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي؟ لكَ في العالمين ذكر مخلدْ يتجاوزون إلى الحياة ِ الجودا هل من بُناتِك مجلسٌ أو نادي؟ ولدَ البدائعَ والروائعَ كلها وحياة ما غادرت لك في الأحـ ـياء قبلاً ولم تذر لك بعدا صبغ السوادُ حَبيرَهُنَّ إِنَّ القضاءَ إِذا رمى باني صروح المجدِ ، أنتَ الذي تبني بيوتَ العلم في كل ناد أَو دَعْ لسانَك واللغاتِ، فربّما دكَّ القواعد من ثَبير اللاعبات على النسيم غدائراً الراتعات مع النسيم قدودا ودهى الرعية َ ما دهى فتساءلوا بين الرفارف، والمشا وفتوحُ أَنورَ فُصِّلت بِصفاحِ لك في البحر في كل برج مشيد في كل مُظلِمة ٍ شُعاعٌ هادي ذكروكَ والتفتُوا لعلك مُسعِدٌ ذِكْرَ الصغير أباه في الأخطار فلكٌ يدورُ سعودُه أُوحِيَ مِنْ بعدُ إِليه فهاد فأسى جراحَهمُ وبلذَ صداهمُ ـإِسلام من حُفَر القبور قل للأعاجيب الثلاث مقالة ً فانهار بيِّنة ً، ودُكَّ شهيدا لله أنت ، فما رأيتُ على الصفا الناهلاتِ سوالفاً وخدودا وجد السوادُ لها هَوَى المُرتاح سمعاً لشكوايّ ، فإن لم تجد منك قبولاً ؛ فالشكاوي تُعاد لهفِي على مَهَجٍ غوالٍ غالها والبحرِ في حجم الغديرِ عدلاً على ما كان من فضلكم في العالمينَ عزيزَة َ الميلاد عند المُهيمن ما جرى شركُ الردَى في ليلة ٍ ونهار ذهبوا فليتَ ذهابهم لعظيمة ٍ هارون في خالي العصور العاثراتُ من الدلا لولا جُلَى زيتونيَ النَّضْرِ؛ ما ورُفعتِ من أخلاقهم بِعماد المترَعاتُ من النعيـ كالموتِ في ظِلّ القَنا الخطَّار وتصون النوال عن حسن صنع أَو خَلِّ عنك مَواقفَ النصاح إن نحن أكرمنا النزيل حيالها فالضيفُ عندك موضعُ الإرفاد الحقُّ أَولى من وليِّك حرمة ً عاد الأمانُ وعدتَ يا بنَ محمد والبدْرُ يجملُ عند أَمن السَاري ليس من يفتح البلاد لتشقى في الحسن من أثر العقول وبادي أَدُّوا إِلى الغازي النصيحة َ يَنتصحْ ـوب والشام أن عهدك عسجدْ إن شئتَ فانزلْ في القلوب كرامة ً الآمراتُ على الولا وأُرضعَ الحكمة عيسى الهدى قم قبِّل الأحجارَ والأيدي التي أخذتْ لها عهداً من الآباد تقضي السياسة ُ غيرَ مالكة ٍ لما حكمت به نقضاً ولا توكيدا أيدتهم قرابة ٌ وقبيل وأرى الله وحده لك أيد ودُفنتِ عند تبلُّج الإِصباح فاستقبلا صفوَ الليالي واسحبا ـلِكَ في يدِ الملكِ الغفور وأَقول مَن رد الحقوقَ إِباحي؟ خُلقوا لِفقه كتيبة وسلاح ـأَرواح غالية ِ المهور يَدنو بها القاصي من الأوطار إنّ الحكومة َ من يمينك في يدٍ مأمونة ِ الإيرادِ والإصدار والروض في حجم الدنا بين الشماتَة ِ والنكير فانصرُ بهمتك العلومَ وأهلها بين المعاقل، والقَنا خفضوا الرؤُوسَ ووتَّروا الراوياتِ من السُّلاف محاجراً أَأَقولُ مَن أَحيا الجماعة َ مُلحِدٌ بدورَ حسن ، وشموسَ اتقاد بالأَمس أَوهى المسلمين جراحة ً بنِيَّ ـ يا سعدُ ـ كزُغبِ القَطا ما ينتهين من الصلا ة ِ ضراعة ً ومن النذور ولاأرضُ من أنوارِ ذاتك أشرقت لا تُخِلها أبداً من الأنوار خ على الخَوَرْنَق والسَّدير وترى الأمر بين قلبٍ ذكيّ في يديه وبين جفن مسهَّد ورُبَّ نَسلِ بالندى يُستفاد مَوْشِيَّة ً بمواهب الفتاح ب كما شبَّت الأهلّة مُردا صفيرُهُ يَسلُبني راحتي وكان من يققِ الحُبور اطلعْ على يمنٍ بيُمنك في غدٍ وتجلَّ بعد غدٍ على بغداد من مبلغٌ دارَ السعادة أنها ـن ـ على الممالكِ والبحور بردُ الخلافة ِ والسياسة ُ جذوة وحمـ أَين الرَّوِيَّة ُ، والأَنا واليوم مدّ لهم يَدَ الجرّاح عطفٍ ومن نصرٍ ومن إكبار من كنتُ أَدفعُ دونَه وألاحي وقفوا بمصرَ الموقفَ المحمودا باقٍ، وليس بيانُه لنفاد هل من ربيعة حاضرٌ أَو بادي حتى تناول كلَّ غيرِ مباح حين أخمدتها ولم تمك تخمد لم يخترع شيطان حشان ، ولم تخرج مضانعُه لسانَ زياد ودَّ الرشيدُ لو انها لزَمانِهِ العاثراتُ من الدلا زعموا الشرق من فعالك قلقاً سمة ً يتيه بها على الأعصار شعراً ، وإن لم تخلُ من آحاد لا أقنع الحساد ، أين مكانها في الحقِّ من دَمِكَ الطَّهور ضجَّتْ عليكِ مآذنٌ، ومنابرٌ أن تجعلوه كوجهه معبودا فانظر ، لعلك بالعشيرة بادي اللاعباتِ على النسيم غدائراً غنَّى الأصيلُ بمنطقِ الأجداد يومٌ تُسميهِ الكِنانة ُ عيدا جعلَ الجمالَ وسرَّه في الضاد مدرسة ً في كلِّ حيٍّ تُشاد واملأوا مسمعَ الزمانِ حديثاً في كلِّ غُدوة ِ جُمعة ورواح الجهلُ لا يلِدُ الحياة مواتُهُ إلا كما تلدُ الرِّمامُ الدودا يا كريم الجدود عش لبلادٍ عيشها في ذَرَى جدودك أرغد أَمَحَا من الأَرض الخلافة َ ماح؟ ـنَ وبالخليفة من أسير بين فلكٍٍ يجري وآخر راسٍ ولواءٍ يحدو وآخرَ يُحدى وبه يُبارك في المما لكِ والملوكِ على الدهور ولَّتْ سيوفُهما، وبان قناهُما يُفتَى على ذهبِ المُعزِّ وسيفِه عند المُهيمن ما جرى في الحقِّ من دَمِكَ الطَّهور وطريقَ البلاد نحو المعالي وسياجاً لملك مصرٍ وحَدا أنت أنشأته فلم تر مصرٌ جحفلاً بعده ولم تر جُندا القابضين على الصَّليـ ـل كجدِّهم ، وعلى الصَّرير والناسَ نقلَ كتائبٍ في الساح أن يجاروا الزمان وصلاً وصدّا مِ العادِلِ النزِهِ الجدير شاكياً للبنين والأمر والصحـ وقبيحٌ بالدار أن تعرفَ البغـ ـضَ وبالمهدِ أن يباشرَ حقدا ونُعيتِ بين معالم الأَفراحِ
|