بسم الله الرحمن الرحيم
-------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير,
أسأل المولى عزوجل أن يوفقني وإياكم لكل خير,
وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه,
حقيقة!
هُناك آيه في كتاب الله -عز وجل- أقف عندها دائما,
وأتأملها وأحزن على حالنا اليوم!
ولا يعني أني لا أتأمل وأتدبر غيرها في كتاب الله عزوجل لا,
وإنما هذه الآيه تجعلني أقف و أتأمل و أراجع نفسي مليا,
و أتساءل ..
إلى متى سنظل على هذا الحال؟
لو سأل كل منا نفسه .. هل الحبيب يهجر حبيبه؟
بالطبع ستكون الإجابه لا ,, وبدون أن تفكر للحظه واحده ,
أليس هذا صحيح؟
فإن كان من الصعب على الحبيب فراق حبيبه وهجرانه,
أهان علينا أن نفارق كتاب الله العظيم ونهجره؟
ليسأل كل واحد منا نفسه ..
متى آخر مره قرأت فيها القرآن ...
أسألك بالله أخي الكريم أن تقف مع نفسك ولو لدقائق وتحاسبها ..
تأمل أخي الحبيب ,, قول الله -عز وجل-:
{وقال الرسُولُ يا رب إن قوْمي اتخذُوا هذا الْقُرْآن مهْجُورا}[سورة الفرقان:30]
بالله عليك ,, هل تأملت هذه الآيه يوما ما؟
يقول الإمام الشنقيطي في أضواء البيان:
-----------------------------
لذا ينبغي لكل مسلم يخاف العرض على ربه ..
أن يتأمل هذه الآية الكريمة ويمعن النظر فيها مرارا وتكرارا ..
ليرى لنفسه المخرج من هذه الورطة العظمى والطامة الكبرى ..
التي عمت جل بلاد المسلمين من هذه المعمورة وهي هجر القرآن الكريم .
------------------------
ألا يكفي شرفا أننا نقرأ ونتدبر كتاب الله, كلام رب العزة والجلالة؟
ألا يكفي أننا أمام حبل الله المتين، والنور المبين,
والذكر الحكيم, والصراط المستقيم.
لقد نزل هذا القرآن ليكون منهج حياة، ودستور أمة،
ونموذجا واقعيا للتطبيق العملي،
تنمو الحياة في ظله وترتقي إلى الأفضل,
بلا شك نحن بغير هذا القرآن سنضيع وسنتخبط في غياهب الظلمات،
نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
ليبني عقيدة التوحيد في قلوب الأمة،
فقد هجرنا هذا القرآن للأسف، هجرناه فلم ننتفع من القرآن كما ينبغي؛
لأننا خرجنا عن منهجه الذي رسمه العليم الخبير؛
فالقرآن إنما نزل للعمل أولا، ولتحكيمه في شؤون الحياة كافة،
فهذا هو المقصد الأساس من نزوله، وهذا هو المبتغى من تكفُل الله بحفظه,
وترك العمل بالقرآن والإعراض عنه نوع من أنواع هجره،
بل هو أعظم أنواع الهجر،
فعلى مستوى الأفراد، أصبح سلوك كثير من المسلمين،
لا يمت إلى أخلاق القرآن بصلة!
بدءا بترك تحية الإسلام إفشاء وردا,
ومرورا بالتحاسد والتنابز بالألقاب والسخرية من بعضهم البعض،
وإنتهاء بالتعامل بأنواع الحرام، من ربا وزنى، وأكل لأموال الناس بالباطل،
ونحو ذلك من المحرمات التي نهى الله عنها في كتابه الكريم ..
إلا من رحم ربي وهداه!
إنا لله وإنا إليه راجعون,
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم,
أحبتي في الله:
أما آن الأوان أن نعود إلى هذا القرآن بعد تلك القطيعة
التي طال بها الزمن؟
يقول الملك الجبار في محكم تنزيله:
{ أفلا يتدبرُون الْقُرْآن ولوْ كان منْ عنْد غيْر الله لوجدُوا فيه اخْتلافا كثيرا } [سورة النساء: 82].
حقا! إن آيات القرآن الكريم في غاية الدقة والإحكام، والوضوح والبيان،
أحكمها حكيم، وفصلها خبير،
فتح الله به أعينا عُميا، وآذانا صُما، وقلوبا غُلفا،
وضمن للمسلمين الأمن والسعادة في دنياهم وأخراهم،
إذا هم تلوْه حق تلاوته، وتفهموا سوره وآياته، وتفقهوا جُمله وكلماته،
ووقفوا عند حدوده وأْتمروا بأوامره،
وأنتهوا بنواهيه، وتخلقوا بما شرع،
وطبقوا مبادئه ومُثُله وقيمه على أنفسهم وأهليهم ومجتمعاتهم.
قال تعالى:
الذين آتيْناهُمُ الْكتاب يتْلُونهُ حق تلاوته أُولئك يُؤْمنُون به [البقرة : 121].
يقول ابن عباس: يتبعونه حق اتباعه، يحلون حلاله ويحرمون حرامه،
ولا يحرفونه عن مواضعه.
وقال قتادة:
هؤلاء أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- آمنوا بكتاب الله فصدقوا به،
أحلوا حلاله وحرموا حرامه، وعملوا بما فيه.
أحبتي في الله:
الحديث عن القرآن الكريم لا ينْضب معينه،
فلنعش مع القرآن الكريم: تلاوة وفهما، وعملا وحفظا،
فمعايشة القرآن من أجل الأعمال التي يتصف بها المؤمنون,
إذن فلابد من قراءة القرآن، قراءة متدبرة واعية،
تكون سببا في فهم الجُمل القرآنية فهما دقيقا,
فإن عز على القارئ شيء في فهم المعنى سأل أهل الذكر،
قال تعالى:
فاسْألُوا أهْل الذكْر إنْ كُنْتُمْ لا تعْلمُون [النحل: 43]
والمُدارسة القرآنية مطلوبة دائما،
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
وقد سُئل سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك، أو يقرأ القرآن؟
فقال: يقرأ القرآن؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
ومكث الإمام أبو عبد الرحمن السلمي يعلم القرآن في مسجد الكوفة أربعين سنة
بسبب سماعه لهذا الحديث،
وكان إذا روى هذا الحديث يقول:
ذلك الذي أقعدني مقعدي هذا.
======
أحبتي في الله:
ما رأيكم أن نجعل موضوعنا هذا,
مرجعا لنا جميعا لنتدبر آيات هذا الكتاب العظيم
لنُظهر بعضا من لطائف كتاب الله عزوجل,
ونجمع ما تفرق في بطون الكتب,
ونذكر بعضنا بعضا بما نسينا,
ويكون دافعا لنا للبحث في كتب علوم القرآن وقراءة كُتب التفسير
ولنرجع لكتاب الله عزوجل ونتدبر آياته,
وليقرأ كُل واحدٍ منا هذا القرآن ويتدبر الآيات .. ليس ليقرأه لإنهاء صفحات!
لذلك أخترت هذا العنوان للموضوع؛ لنساهم سويا في هذا العمل المبارك,
هذا مالدي,
إن أحسنت فمن الله,
وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان.
أتمنى أن أرى تفاعلكم ومشاركاتكم,
أسأل الله العلي العظيم بفضله ومنه وكرمه,
أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
---------------
ملاحظة / من لم تظهر له نصوص الآيات,
فليحمل هذه الخطوط ويقوم بتثبيتها في جهازه,
وستظهر له,
وفقكم الله ورعاكم.