كيف لي أن أنام؟
=======
أعيش كالغريق لم يسمع صياحه
و كالطير كسرت جناحه
تعثرت قدمي في وحل الفقر
فصخرت مني حثالة البشر
ممزق الثياب حافي الأقدام
مفرش الأرض و مغطى بالضلام
هزيز الرياح خطف مني السلام
و الجوع ما ترك مني سوى العظام
كيف لي أن أنام ؟
و أمعائي في حرب من أيام
لا أدري أي عالم أعيش
و لا كيف الطيور تربي الريش
هكذا شاءت الأقدار
أن أحيا في وسط الإحتقار
تعلم يا أخي أن أحلامنا سقفها محدود
و الهم هو المنفذ الوحيد الذي أمامنا ممدود
يا أخي، ربما قد لا نطير بعيدا
فأجنحتنا لا تتحمل حرارة هذا الزمان
تعالى نعيش حياة الرغبة و الحرمان
و نحتفظ بهمنا و بكل هذه الأحزان
يا أخي، أطرق هذا الباب
لما ليس هناك مجيب...
طرقنا و لم يفتح أي باب
ربما هذه البيوت صارت خراب
أو تلك الأجساد ما عادت فيها قلوب
يظنون شمسهم ما لها غروب
يقال أن القدر ما منه هروب
و عقارب الساعة في دوران دائم
فلا تتعجل يا أخي........
فقد بدأت تنتابني مخاوفي
خوفا من أن نصير عبيدا في أخر الزمان
و خوف من الإنجراف في إتجاه تلك الوديان
ما هذه الأفكار التي تحيرني ؟.......
صارت كاوبس في اليقضة تراودني
فنحن ليس حظنا مع الربيع و أجمل الأزهار
و إنما مع الصحاري القفار
إذهب يا أخي و أنظر هل في تلك القمامة ما يكفي
و أبحث عن خرقة فجسدك ليس بالكامل مخفي
نأكل من زرق الغراب
و رزقنا اليوم قد غاب
كم أنت جميل يا فقر
فقد علمتني دروسا و عبر
علمتني الوقوف و علمتني الصبر
ها و قد حل الظلام
تعال يا أخي
على صدري نام...
شعر : محمد أمجار